Posted by: mustaf2 | أفريل 4, 2016

عن تصريحات أبو مرزوق والتسهيلات الإسرائيلية

عن تصريحات أبو مرزوق والتسهيلات الإسرائيلية/ مصطفى ابراهيم

4/4/2016

في تصريح للدكتور موسى أبو مرزوق قال، إن المحادثات بين مصر وحماس ليست للتداول الإعلامي وأن ما بين حماس ومصر وشائج ومصالح، ولا بد للوشائج من صلة وللمصالح من إعتبار، والوشائج في اللغة هي عرق الشجرة وتشابك الأغصان والعروق والتفافها حول بعض، وأيضا هي التداخل والتشابك. أبو مرزوق غير مؤمن هنا بالشفافية وحق الناس في الحصول على المعلومات في قضية مهمة لبناء علاقة جديدة مع دولة ليست ككل الدول، وكأن بناء علاقة مع مصر هي علاقة حكر على حركة حماس فقط، وما لهذه العلاقة من انعكاس على القضية الفلسطينية وحياة الناس المعلقة بتحسين العلاقة معها.مصطفى

أبو مرزوق بعكس الرئيس محمود عباس المؤمن بالشفافية المطلقة بالتعبير عن رؤيته ومواقفه في علاقته بإسرائيل القائمة على المصالح وتجريب المجرب، وتصريحاته المثيرة للجدل والخجل، ويده الممدودة للسلام منذ عشرين عاما ولم تقدم إسرائيل له سوى مزيد من الدم والقتل.

يبدو أن الطبقة السياسية الحاكمة وغير الحاكمة ترغب العيش في الماضي وعلى الأطلال والتغني بها، وهي في حقيقة الحال تراجع عن الأهداف الوطنية الحقيقية وهي دحر الإحتلال والإستقلال، وترى في أوسلو وما كان فيه من حقوق منقوصة وأحكمت اسرائيل السيطرة على ما تبقى من الضفة الغربية وتهويد القدس والاجراءات الاسرائيلية فيها لتفريغها من اهلها، وكأنه المنقذ للفلسطينيين وهي تعبير عن حال العجز الوطني والتراجع والفشل.

هذا الحال يؤشر ويبشر بمزيد من التردي والإنحطاط الوطني واستمرار الانقسام والاحتلال في تنفيذ مخططاته، ونحن نبحث في آليات التسول ومطالب مجرد حقوق انسانية تقدمها دولة الاحتلال تحت بند التسهيلات ومصالحها الأمنية، وبدل من البحث في توطيد علاقات فلسطينية قائمة على المصالح الوطنية يتم الحث في المصالح الحزبية وليس الوطنية، وهذا ايضا ينطبق على بناء علاقات حسن الجوار مع الدول العربية قائمة على احترام مصالحها ومصالحنا وحاجتنا لتلك الدول في ظل كل ما يجري من بؤس عربي وفلسطيني.

أصبحت قضيتنا البحث عن ممرات انسانية لتحفظ ما تبقى من هوية وطنية وكرامة إنسانية، وبقايا سقف منزل ومساعدة إجتماعية تسد الرمق ورعاية طبية وعلاج في الخارج بالواسطة، وفرص عمل غير متوفرة، وبرامج بطالة للمحظوظين وما تقدمه الدول المانحة من مساعدات غذائية، وتسهيلات ووساطة للحصول تصريح للتعليم والعمل ومرور عبر معبر بيت حانون او معبر الكرامة بين فلسطين والاردن وغياب الكرامة.

الحقيقة التي يهرب منها الجميع هي الفشل في بناء الذات والمؤسسة واحترام حقوق الناس وحرياتهم وحفظ كرامتهم، والشفافية في الحصول على المعلومات وعدم التعتيم في المفاوضات والحوارات الداخلية والخارجية والنقاشات والقرارات التي تتعلق بمصيرنا ومستقبلنا، وطبيعة العلاقات الجديدة وعلى أي أساس سوف تبنى.

الطبقة السياسية الحاكمة تؤسس لمستقبل لها بفرض مزيد من القوانين والقرارات، وليس لمستقبل المواطنين ومصلحة الوطن، وتنتهك الحقوق وتمارس الإعتقالات وتفرض القيود على الحريات العامة وتصادر حرية التعبير والأمل والأحلام والتعليم والصحة أوضاعهما كارثية، وحال من التفسخ الاجتماعي، ومستقبل أسود وتنشئة مواطنين مرتبكين سماتهم الخوف والغضب والحزن والحقد والكراهية.

الإعتراف بالفشل ليس الحل الوحيد إنما الصدق في التوجهات والصراحة والشفافية والحق في الحصول على المعلومات مدخل للبدء في تقوية عروق الشجرة وتشابك أغصانها وعروقها والتفافها حول بعض.


أضف تعليق

التصنيفات